تبرز عدة تأويلات بشأن البحث عن تحديد عوامل واسباب نجاح أي مشروع تجاري، ومما لا شك فيه أن الجزم بوجود وصفة سحرية واحدة امر يستحيل إثباته إذ أنه كما هو دارج أن لكل شيخ له طريقه كما يحلوا للبعض ان يقول.
وبعد مطالعة أقوال وتعليقات وخلاصات الناجحين سنجد أنه لكل واحد منهم توقعاته عن أسباب نجاحه ولو قارنا تلك التوقعات أو الخلاصة لاكتشفنا انه توجد العديد والعديد من الاسباب التي يظنون أنها دفعتهم إلى تحقيق النجاح أو قادتهم إليه أو أنارت لهم الطريق، قد يعرفها بعضهم ويخطئ البعض منهم في توقعها بكونها سببا رئيسيا لنجاحه، ولسنا هنا في معرض الجدال حول صدقية وموضوعية ما يتم طرحه من طرف المشاهير الناجحين، ولكننا نقول بشكل مقتضب تأسيساً على العشرات من الكتب والمحاضرات والدورات نقول بكل جرأة أن للنجاح ثلاثة عناصر رئيسية وهي بشكل عام أولها من حيث الأهمية العلاقات و يتلوها التدفق النقدي ثم اخرها الشغف، فجميع هذه العناصر تتجسد شكلاً في القطار؛ حيث السكة التي توصل القطار بين نقطتين وتمثل (العلاقات) والوقود يمثل (التدفق النقدي) ومحرك القطار يمثل (الشغف).
فالعلاقات هي أداة التواصل بين الاحتياجات ومصدرها وهي بحق سبب رئيس لحركة التجارة حيث تحتاج كل مؤسسة إلى علاقة مع موردين وعلاقة مع المشترين حتى يتسنى لها الانطلاق في تحقيق او تلبية الاحتياجات لدى من يطلبها، ويتطلب أن تكون العلاقات صحيحة وفي محلها وتلبي الاحتياجات ومثمرة ومليئة بالثقة وتبادل المنافع.
وفيما يتعلق بالتدفق النقدي؛ من الملاحظ ان الكثير من المبتدئين يجهلون هذا العامل بل وبعضهم يستسهلون وجوده لأسباب كثيرة -لسنا في معرض الحديث عنها رغم أهميتها- حيث يسبب هذا التغافل فشل الشركة في مرحلة ما من عمرها عن الوفاء بالتزاماتها مما ينتج عنه انهيارها بشكل مفاجئ، ولذا يعتبر هذا السبب هو الأول في انهيار الشركات الصغيرة والمتوسطة في امريكا (إحصائية سنة ٢٠١٦).
وختاما يعد الشغف هو الباعث الداخلي لتحريك الافراد في المؤسسة وهو العنصر الحيوي لنجاحها وديمومة عطائها وتعاملها مع الاحداث بروح إيجابية ومتقدة، إذ أن الصعوبات والعقبات قد تسبب توقف العمل في الأوقات الحرجة وعند فقدان الدافعية تختفي الحلول والبحث عن طرق بديلة وبالتالي تتهاوى المشاريع او على الأقل لا تباشر الصعود والتقدم لفترات طويلة.
اضف تعليق