Search
إضافة شركة جديدة تسجيل الدخول

التخطيط قبل البداية

في سنة ١٩٩٨ قال ستيف جوبز في احدى خطابه التعريفية بمنتجات ابل: ( ابدأ صغيراً، فكر كبيراً، لا تقلق على أشياء كثيرة في نفس الوقت، ابدأ بالأشياء البسيطة أولاً ثم تقدم إلى الأشياء الأكثر تعقيداً).

لماذا نبدأ صغاراً

أنه لمن طبيعة الأشياء أن تتشكل وتنمو منذ بدايتها في حجم صغير، تنمو ثم تكبر ما أن تتقوى في محيطها الذي بدأت فيه، أن هذه الفرضية تعتبر من مقومات الكائنات الحية وليس للجمادات نصيب فيها، حيث أن الطاولة لن تكبر بمرور الوقت وكذلك السيارة الميني لن تصبح شاحنة يوما ما !، وفي الحقيقة لا نختلف في ذلك؛ ولكننا نقول أن الشركات مثلها مثل كائن حي تعيش معتمدة على كادرها البشري الذين هم مادة حركتها، كما تعيش بحجمها السوقي وقدراتها المالية ، كل تلك المكونات تعتبر ديناميكية وحيوية في حركتها؛ تنبض بالحياة كما انسان حي لارتباطها الوثيق بحركة وتصرفات الانسان زيادة ونقصان.

ولندع التنظير في هذا الشأن وننطلق للفوائد الملموسة والمباشرة على ضرورة البداية بشكل صغير في كل حين. يؤكد الخبراء والمتخصصين في تطوير وريادة الاعمال على نصيحة هامة وضرورية لمعشر الشباب الطامح لبدء مشروع جديد عليه أن يترك عنه جانباً التهور وأن يبدأ كل مشاريعه في احجام صغيرة لتحقيق عدة مكاسب واعتبارات نوجزها تالياً. 

ًالمبتدئون حجمهم صغير عمليا

قد يقول قائل إن قلة المال لربما تكون السبب الرئيسي لتدفع التجار الصغار إلى البداية بحجم صغير، ولو كان الفرض صحيحا لكانت هذه العقبة أفضل عقبة في تاريخ رائد الاعمال، حيث أنها اجبرته على عمل الصواب دون قصد منه، أنني أعلم بحكم الخبرات التراكمية أن الشباب يميلون إلى دوافع تضخيم الأفكار والمشاريع وتكبير حجمها والاندفاع نحو المشاريع بطاقة وحماس مما يجعلهم أكثر عرضة للفشل والسقوط سريعا في مستقنع الديون التي لا ينفكوا عنها بسهولة، لذلك يعتبر خيار البداية صغيراً أمراً لا بد منه في هذا المقام.

الأثرياء ايضا حذرون

يعتقد البعض أن الأثرياء دائما يبدأوا كباراً ، وهذا الزعم واهنٍ في الحقيقة لانهم اكثر المستثمرين حذراً وخوفا على أموالهم، وكونهم من واقع التجربة لا يتسرعوا في قرارات البدء ولو بدأوا يبدأوا صغاراً عكس ما يتوقعه البعض، وقد قيل أن رأس المال جبان؛ هذا من جهة ومن جهة أخرى يعتقد الأثرياء أن الفشل ممكن الحدوث حيث تقول بعض الدراسات أن نسبة نجاح المشاريع التي يطلقها التجار لا تتجاوز ٢٠٪ منها، وبالتالي يعتمد التجار الأثرياء على مبدأ البداية صغيراً لاحتمالية أن يكون هذا المشروع هو من جملة المشاريع الفاشلة. أننا في هذا المقام نود أن لفت نظر القارئ الكريم أنه لا يوجد تاجر مهما كان نجاحه أن يعلم على سبيل التأكيد أن مشروعاً ما سينجح بسبب كذا وكذا من التصرفات فقط، أنما يعتمد كل التجار الحقيقيين على الحدس والتوقع الحسي التراكمي مع بعض المؤشرات الرقمية وفقا لمعطيات السوق لذلك أراحوا عقولهم وانفسهم في البداية الصغيرة الغير مأسوف على فقدها.

التجربة الجديدة تقتضي التجربة بالقليل

وختاما نقول أن التجربة بالقليل محفزاً لتكرار التجارب والتعلم منها والتقدم سريعاً نحو فهم السوق من خلال فهم الصعوبات التي تحيط به، واخذ خبرات تراكمية تصقل قدرات التاجر سواء كان ثرياً أو كان مبتدأً فالكل في قلب العاصفة لا حول له ولا قوة والكل بحاجة لتطوير معرفته بالسوق وفهم مساراته المتشعبة حتى يتمكن يوماً من تحقيق الأهداف المرجوة.

المشاركة السابقة
مرحبا بالجميع
المقال التالي
العلاقات + التدفق النقدي + الشغف = ثالوث النجاح

اضف تعليق

البريد الإلكتروني الخاص بك هو آمن معنا.